السؤال:
عندي مشكلةٌ لا يعلمها إلا اللهُ، كنتُ مخطوبةً لشابٍّ، وكنا متفقَيْن على الزواج، أوْهَمني أنه لن يستغنيَ عني، وأقنعني أن نعيش معًا مثل الأزواج؛ لأنه لن يتحملَ أن ينتظرَ إلى موعد الزواج!
بالفعل عشتُ معه مثل زوجتِه، ثم فجأةً تغيَّر، وقال لي: “كل واحد يعيش حياته، ولا بد أن ينسى كلٌّ منَّا الآخر”، لا أعرف ماذا أفعل؟ أهلي لا يعلمون شيئًا عن الموضوع، ولا أعلم هل أخبرهم أو لا؟
الجواب:
ما فهمتُه أنَّ خطبتكما لم تكنْ بعقدٍ شرعيٍّ، وهو ما يُعَقِّد الأمرَ، ولكن ما قد فات فات، ولن يرجعه الندمُ الآن، وما ذكرتُه كان لأُوَضِّح لكِ الأمر مِنْ ناحيةٍ شرعيةٍ، ولكنه لن يُغَيِّرَ شيئًا في النتيجة، وما عليكِ فِعْله الآن هو أن تتوبي إلى الله مِن هذا الذنب، والتوبةُ أولها الندَمُ، وأنت نادمةٌ، فأتْبِعي ندَمك بالاستغفار الكثير، وفِعْل الحسنات التي تمحو الذنوب – بإذن الله – حتى يعفوَ اللهُ عنك!
بعد ذلك نأتي للتصرُّف الصحيح الذي يجعلنا نخرج مِن المشكلة بأقل الخسائر، فقد أقنعكِ وأنتِ قبلتِ ربما لثقتك الكبيرة فيه، ولكن هذا الأمر يجعلكما شريكَيْن في الخطأ، ثم تخلَّى عنكِ، وتَمَلَّص مِن أي مسؤوليةٍ، وهنا عليكِ أن تَحْمَدي اللهَ على عدة أمور:
أولها: أنه لم يحصلْ حَمْلٌ نتيجة العلاقة، وإلا كانتْ ورطتك أعظم.
ثانيًا: أنه تَمَلَّصَ وتخلى الآن، وعرفته على حقيقته مبكرًا قبل أن تتزوَّجَا وتُنْجِبَا، ثم يترك لكِ المسؤولية كاملةً، ويختفي هو!
الآن عليكِ أن تقطعي علاقتكِ به تمامًا، وألا تُكلميه، ولا تردِّي على اتصالاته، وأهلكِ يجب أن يعرفوا بأمرِ تَرْكِه لكِ، ولكن بدون أن تخبريهم بما حصَل بينكما، فوفقًا لما كتبتِه لنا أنه ترَككِ بسبب الخلافات والمشكلات، وسكوتُك عن الأمر قد يجعله يرى ضعفَك وخوفكِ، ويستغله مرةً أخرى! لكن إن أخبرتِ أهلكِ وهم تصرَّفوا معه وسألوه وواجَهوه بمسؤوليته، فهذا الأمرُ سيكون لصالحك.
وأهم أمر في الموضوع كله هو ألا تخبري أي مخلوقٍ كان بما حصَل بينكما، فإن أخبرتِ أحدًا – مهما كانتْ ثقتك به – فسيصبح سِرك عنده وحياتك واطمئنانك مَرْهونًا بين شفتيه؛ فاللهُ سبحانه قد ستر عليكِ، فاستري أنتِ على نفسك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق