السؤال:
أنا شابٌّ ملتزم بالصلاة، ولا أترك أي فرض من فرائض الله، والحمد لله متزوج، ولديَّ
طفلة وزوجتي حامل!
مشكلتي أن زوجتي ترفض الجماع دائمًا، وتتهرب مني، وأنا محروم من هذا الشيء،
تحدَّثْتُ معها كثيرًا أنَّ ما تفعله حرامٌ، وستُحاسب عليه يوم القيامة، ولكنها لا تُحبُّ ذلك
الشيء، وإذا فَعَلَتْه فإنه يكون تأدية واجب، وليس للمُتعة!
قبل الزواج كنتُ أحبها، ولكننا كنا نخطئ قبل الزواج معًا..
أنا شابٌّ وأعاني مِن ابتعادها عني، لذا بدأتُ ألجأ إلى العادة السِّرِّيَّة؛ رغم أنني أصلِّي والحمد لله.
كلمتها وداعبتها، لكن كأنني أعامل ميتة وليستْ إنسانة، فهي في قمة البرود! فماذا
يمكنني أن أفعلَ مع زوجتي التي لا تحسُّ؟ هل أتزوج من غيرها؟
وصل بي الحال إلى أني تركتُ الصلاة في المسجد؛ فكيف أصلي في المسجد إمامًا
بالناس أحيانًا وأنا أمارس العادة السرية بيني وبين نفسي؟
الجواب:
من خلال رسالتك عزيزتي، يظهر أنَّ رفضَ زوجتك للجماع له أسبابٌ، غالبُ الظن أنها
تتعلَّق بماضيك معها، فلتبدأْ بإحداث توبةٍ نصوحٍ نادمًا على ما كان؛ حتى لا يكون ما
أنتم فيه نوعًا من العقاب، ومِن شُؤم المعصية، ثم اعملْ على إزالة الآثار النفسية عند
زوجتك، والأمرُ يتطلب وضوحًا وصراحة في الكلام وشفافيةً، وتحمُّلَ مسؤوليةٍ، وبيِّن
لها أنكما وإن كنتما أخطأتما في الماضي فإن التوبة الصادقة تغْفِر الذنب، وابحثْ عن
الأشياء التي تجلب لها السعادةَ، ولْتتعاوَنا معًا في هذا الشأن بودٍّ وحبٍّ.
ثم بعد تلك الخطوة بَيِّن لها أن الشرعَ أَوْجَبَ على الرجل معاشرةَ زوجته بالمعروف،
وأوجب على المرأة الاستجابة لزوجها في أمر الجماع، وعدم الاستنكاف أو
التأبي، وأنه يجب عليها أن تتفهَّم حالك واحتياجاتك.
فإن لم تستجب، قم بأخذها إلى طبيبةٍ نفسيةٍ؛ فقد تكون تُعاني من عارضٍ نفسي
يمنعها من ذلك.
أما مسألة التعدُّد، فهي من الأمور الجائزة كحلٍّ قطعيٍّ لِمِثْل حالتك إن كنت مستطيعًا؛
بشرط العدْل بينهما، ولكن أنصحك ألا تجعله حلاًّ أوَّلِيًّا، ولكن الجأْ إليه إن تعذر
إصلاحها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق