سجل من هنا سيرتك الذاتية
بحماس شديد، مرر عينيه على الاستمارة، تأهباً لملئها، تفرغ لشغل الخانات الفارغة: الاسم، التليفون، العنوان، وبيانات أخرى، تعلوها عبارة «استمارة طلب وظيفة بالقطاع الخاص» أعلنت عنها وزارة القوى العاملة والهجرة، لم يجد بينها الخانة الأهم «المؤهل الدراسى»، استوقفته الحيرة قليلاً، همّ بتحريك المؤشر عبر موقع الوزارة الإلكترونى عسى أن يجد ضالته.
محاولات عديدة باءت كلها بالفشل، أبقت الشاب ساعات أمام شاشة الكمبيوتر، يحاول فك لغز الاستمارة، رويداً تسلل اليأس إلى نفسه: «حصلت على ماجستير فى علم النفس من كلية التربية جامعة حلوان منذ 3 سنوات، لم أجد أى وظيفة، دورت فى كل مكان فى القطاع العام والخاص، ومللت الانتظار»، بحسب محمد كمال، الذى أضاف: «بعد ساعات من الوقوف فى الطوابير أمام مكاتب التوظيف نقضى ساعات تانية لتكملة البيانات إلكترونياً».
«حاصل على ماجستير هيشتغل عامل مثلاً؟» يتعجب «محمد» من عدم التمييز بين أصحاب المؤهلات العليا والمتوسطة والفنية فى توزيع الاستمارات، مضيفاً: «لو استمارتى فى شركة طلبت مؤهلى، ممكن تلغى طلب توظيفى خالص».
عشرات المتقدمين لشغل وظائف فى القطاع الخاص، خدمة قدمتها وزارة القوى العاملة والهجرة عبر موقعها الإلكترونى، يرى هيثم سعد الدين، رئيس المكتب الإعلامى لوزارة القوى العاملة، أن المؤهل غير مهم نهائياً، معللاً: «مراعاة لمشاعر المتقدمين، وحتى لا يشعر المتقدم للوظيفة بالفروق الفردية بين حاصلين على مؤهلات بسيطة وسواهم من المؤهلات العليا»، لافتاً إلى أن الجهات الخاصة تهتم بعنصر الخبرة أكثر من المؤهل الدراسى، فما جدوى الحصول على دراسات عليا دون خبرة سابقة فى مجاله؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق