السؤال:
أنا فتاةٌ في منتصف العشرينيات مِن عمري، مُتزوِّجة منذ 7 سنوات مِن رجلٍ معروف عنه بعض المخالَفات الشرعية مثل: التدخين، ومصادقة البنات، لكني أحببتُه وصدَّقْتُ وُعودَه، وأنَّ ما مضى مِن حياته كان طيش شباب، وأنه يُريد أن يبدأ مِن جديدٍ.أنجبتُ طفلين، وكان الجميعُ يشهدون لي بالنجاح، بالرغم مِن صِغَر سني، وكثرة مهامي، وتحمَّلْتُ طباعَ زوجي وحِدة مَزاجه؛ ولم أجعلْ أحداً مِن أهلي أو أصدقائي يعلم شيئًا عن مشاكلي.
اكتشفتُ أنَّ زوجي عاد لقديم عهدِه، مِن السهَر والخروج مع البنات ومحادثتهن، فغضبتُ كثيرًا.. ولكنه لم يعتبر ذلك خيانةً، طلبتُ منه أن نُدْخِلَ بعضَ الأهل ليَرَوْا مَن المُخْطِئ، فرفَض.
بدأتُ أُعَبِّر عن غضبي بهَجْر فراشه – مع حُرمة ذلك – لكني لا أطيق لمسه! فكرتُ كثيرًا في الانفصال، لكني دعوتُ الله له أن يصلح الحال، وأقوم الليل، وأتصدَّق، لعلَّ الله أن يهديه ويصلحه.
علمتُ بعد ذلك أنه سافَر مع صديقةٍ له وسهر معها، وكاد يصل الأمر للزنا! واجهتُه بذلك، فصدَمني بقوله: “أنتِ مَن أوْصَلَني إلى هذه المرحلة؛ بسبب هجْرك لي في الفراش”، ثم وعَدني بأنه سيتغيَّر.
شعرتُ وقتها بأنَّ هذا استجابة الله لدعائي، وبذلتُ كلَّ ما في وُسعي لإرضائه، خاصة في العلاقة الخاصة، وتفَنَّنْتُ في إسعاده..
تغيَّر مدةً ثم وجدتُه سافَر مع أصدقاء السُّوء، وفي هذه الأثناء فتَّشْتُ هاتفَه، فوجدْتُ له صورًا مع إحدى الأجنبيات، وحديثًا مُطَوَّلًا معها، يطلُب منها ممارَسة الفاحشة.
أخبرتُه بما رأيتُ، فأخَذ يَلومني بأنني أتجسَّس عليه، وأن هذه الفتاة مجرد صديقة له، وطلَب مني عدم التفتيش وراءه مرة أخرى، خالفتُ الوعد وفتشتُ في هاتفه مرات؛ فوجدتُ صورًا له في المراقص، وفي أحضانه عاريات وراقصات، ومكالمات تليفونية طويلة مع الساقطات!
لم أخبرْه بما رأيت، ودعوتُ الله واستغفرتُ وتصدَّقْتُ، وهو يظنني لا أعلم ما يفعل؛ أشعر بأني محطَّمة مقهورة، ولا أكاد أخلو إلى نفسي إلا وبكيتُ مُر البكاء، رفعتُ شكواي للسماء، لكني لا أزال أتفنَّن في إرضائه.
الآن أُفَكِّر جِديًّا في الانفِصال، فقد فقدتُ الثقةَ والأمان معه، ولم أعُدْ أحترمه مِن داخلي، ولكني أعلم بأني سأتضرَّر ماديًّا، وأخشى مِن صدْمة وحُزن أهلي، الذين يتخيَّلون أني أعيش حياةً سعيدة؛ لأني لم أشكُ مِن زوجي يومًا.
أخبروني ماذا أفعل؟
الجواب:
لا أعلم مِن أي أمرٍ به أعجب! أمِن خساسة زوجك الذي لا تعفُّ نفسُه، ولا يتقي الله ربه؟ أم مِن صبرك على خياناته كل هذه السنين؟ أم من ركونك إلى محبته وأملك الخادع في تغيره بالصدقة والدعاء؟!أنا أؤمن بقول الله تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾[النور: 26]، فهل أنتِ بها مؤمنة؟!
لا أعلم مِن أي أمرٍ به أعجب! أمِن خساسة زوجك الذي لا تعفُّ نفسُه، ولا يتقي الله ربه؟ أم مِن صبرك على خياناته كل هذه السنين؟ أم من ركونك إلى محبته وأملك الخادع في تغيره بالصدقة والدعاء؟!أنا أؤمن بقول الله تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾[النور: 26]، فهل أنتِ بها مؤمنة؟!
أعاذَنا اللهُ تعالى مِن أمثال هؤلاء الأزواج، ولا اضْطَرَّنا إلى أمثالِهم يومًا ولا بعض يومٍ.
لا
ردحذف